السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
/*
لا تنسونا من صالح الدعاء
اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف،
والغنى اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِهُدَاكَ
وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ
اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ
اللَّهُمَّ أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي
وأهلي ومالي
اللَّهُمَّ أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللَّهُمَّ أغنني بالعلم ، وزيني بالحلم ،
وأكرمني بالتقوى ،
وجملني بالعافية
البرنامج الإيماني
" فك قيدك "
للإستعداد لرمضان
1/
اسرار الصيام
تشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم
"أحوال السلف"
لقد فقه سلفنا الصالحون عن الله أمره، وتدبروا في حقيقة الدنيا، ومصيرها إلى الآخرة، فاستوحشوا من فتنتها، وتجافت جنوبهم عن مضاجعها، وتناءت قلوبهم من مطامعها، وارتفعت همتهم على السفاسف فلا تراهم إلا صوامين قوامين، باكين والهين، ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تشي بعلو همتهم في التوبة والاستقامة، وقوة عزيمتهم في العبادة والإخبات.
وهاك طرفًا من عباراتهم وعباداتهم التي تدل على تشميرهم وعزيمتهم وهمتهم:
قال الحسن: من نافسك في دينك فنافسه، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره.
وقال وهيب بن الورد: إن استطعت ألا يسبقك إلى الله أحد فافعل،
وقال الشيخ شمس الدين محمد بن عثمان التركستاني: ما بلغني عن أحد من الناس أنه تعبد عبادة إلا تعبدت نظيرها وزدت عليه.
وقال أحد العباد: لو أن رجلاً سمع برجل هو أطوع لله منه فمات ذلك الرجل غمًا ما كان ذلك بكثير.
وقيل لنافع: ما كان ابن عمر يفعل في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
وكان ابن عمر إذا فاتته صلاة الجماعة صام يومًا، وأحيا ليلة، وأعتق رقبة.
واجتهد أبو موسى الأشعري t قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: لو أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟ فقال: عن الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأسَ مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلها أقلُّ من ذلك، قال: فلم يزل على ذلك حتى مات.
وعن قتادة قال: قال مورق العجلي: ما وجدت للمؤمن في الدنيا مثلاً إلا مثل رجلٍ على خشبة في البحر، وهو يقول: "يا رب يا رب" لعل الله أن ينجيه.
وعن أسامة قال: كان من يرى سفيان الثوري يراه كأنه في سفينة يخاف الغرق، أكثر ما تسمعه يقول: "يا رب سلّم سلّم".
وعن جعفر: دخلنا على أبي التياح نعوده، فقال: والله إنه لينبغي للرجل المسلم أن يزيده ما يرى في الناس من التهاون بأمر الله أن يزيده ذلك جدًا واجتهادًا، ثم بكى.
وعن فاطمة بنت عبد الملك زوج أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال: ما رأيت أحدًا أكثر صلاة ولا صيامًا منه ولا أحدًا أشد فرقًا من ربه منه، كان يصلي العشاء ثم يجلس يبكي حتى تغلبه عيناه ثم ينتبه فلا يزال يبكي تغلبه عيناه، ولقد كان يكون معي في الفراش فيذكر الشيء من أمر الآخرة فينتفض كما ينفض العصفور من الماء ويجلس يبكي فأطرح عليه اللحاف.
وعن المغيرة بن حكيم قال: قالت فاطمة بنت الملك: يا مغيرة، قد يكون من الرجال من هو أكثر صلاة وصيامًا من عمر ابن عبد العزيز ولكني لم أر من الناس أحد قط كان أشد خوفًا من ربه من عمر، كان إذا دخل البيت ألقى نفسه في مسجده، فلا يزال يبكي ويدعو حتى تغلبه عيناه، ثم يستيقظ فيفعل مثل ذلك ليلته جمعاء.
وعن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع أنه دخل على فاطمة بنت عبد الملك فقال: ألا تخبريني عن عمر؟ قالت: ما أعلم أنه اغتسل من جنابة ولا احتلام منذ استُخلِف.
وكان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة، ويصوم في الحر حتى يخضر جسده ويصفر، فكان علقمة بن قيس يقول له: لِمَ تعذب نفسك؟ فيقول: كرامتها أريد، وكان يصوم حتى يخضر جسده ويصلي حتى يسقط، فدخل عليه أنس بن مالك والحسن فقالا له: إن الله عز وجل لم يأمرك بكل هذا، فقال: إنما أنا عبد مملوك لا أدع من الاستكانة شيئًا إلا جئت به.
وقيل لعامر بن عبد الله: كيف صبرك على سهر الليل وظمأ الهواجر؟ فقال: هل هو إلا أني صرفت طعام النهار إلى الليل ونوم الليل إلى النهار؟ وليس في ذلك خطير أمر، وكان إذا جاء الليل قال: أذهب حرُ النار النوم، فما ينام حتى يصبح.
وعن الحسن قال: قال عامر بن قيس لقوم ذكروا الدنيا: وإنكم لتهتمون؟ أما والله لئن استطعت لأجعلنهما همًا وا حدًا، قال: ففعل والله ذلك حتى لحق بالله.
وعن أحمد بن حرب قال: يا عجبًا لمن يعرف أن الجنة تُزيَّن فوقه والنار تُسَعَّرُ تحته كيف ينام بينهما؟
وكان أبو مسلم الخولاني قد علق سوطًا في مسجد بيته يخوّف به نفسه، وكان يقول لنفسه: قومي فوالله لأزحفن بك زحفًا، حتى يكون الكلل منك لا مني، فإذا دخلت الفترة (الفتور) تناول سوطه وضرب به ساقه، وقال: أنت أولى بالضرب من دابتي، وكان يقول: أيظن أصحاب محمد r أن يستأثروا به دوننا؟ كلا والله لُتُزاحمَنَّهم عليه زحامًا حتى يعلموا أنهم قد خلفوا وراءهم رجالاً.
وكان منصور بن المعتمر إذا رأيته قلت: رجلٌ أصيب بمصيبة، منكسر الطرف، منخفض الصوت، رطْب العينين، إن حركته جاءت عيناه بأربع، ولقد قالت له أمه: ماذا الذي تصنع بنفسك؟ تبكي الليل عامته لا تسكت؟ لعلك يا بني أصبتّ نفسًا، لعلك قتلت قتيلاً، فيقول: يا أماه، أنا اعلم بما صنعت نفسي.
وقال هُشيم تلميذ منصور بن زاذان: كان لو قيل له إن ملك الموت على الباب ما عنده زيادة في العمل.
وكان صفوان بن سليم قد تعقدت ساقاه من طول القيام، وبلغ من الاجتهاد ما لو قيل له: القيامة غدًا ما وجد مزيدًا، وكان يقول: اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي.
وعن موسى بن إسماعيل قال: لو قلت لكم إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكًا قط صدقْتُكم، كان مشغولاً بنفسه، إما أن يحدث وإما أن يقرأ وإما أن يسبح وإما أن يصلي، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال.
وعن وكيع قال: كان الأعمش قريبًا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة.
وعن حماد بن سلمة قال: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعًا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليًا، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوطئًا أو عائدًا أو مشيعًا لجنازة أو قاعدًا في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل.
فهؤلاء هم أنموذج السالكين الصادقين
.
فتشبهوا بهم إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح
وهذه كانت سيرتهم في مجاهدة النفس ومغالبة الهوى فاستحضرها عند هبوب ريح الكسل وسل الله حسن العمل
2/
اعمل واحتسب
احتسب خطواتك للمسجد فى رمضان
و المراة بنيتها تبلغ مثل ذلك
احتسب خطواتك للمسجد فى رمضان
ذكر الخروج من المنزل
عند التوجه للمسجد لأداء صلاة المغرب في أول الوقت ... - إن لم تكن قد خرجت له ، وانتظرت الصلاة فيه – ولا تنسَ ذكر الخروجواحتسب : الهداية والوقاية وابتعاد الشيطان عنك . عن أنس رضى الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ] إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله ، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله . يقال له : حسبك هديت ، وكفيت ، ووقيت ، وتنحى عنه الشيطان [ [ رواه الترمذي وحسنه والنسائي وابن حبان في صحيحه وصححه (1605) في صحيح الترغيب ]
احتسب خطواتك
وأبشر بالغنيمة الباردة ، فاحتسب هذه الخطوات فإنَّها عظيمة الأجر ؛ ولذلك نبهنا النبي إلى احتساب الأجر فيها ، فقال لبني سلمة : ] ألا تحتسبون آثاركم إلى المساجد [ [رواه البخاري]
(1) أجر حجة . قال صلى الله عليه وسلم : ] من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة [ [ أخرجه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني (6556) ]
(2) كل خطوة بحسنة ومحو سيئة .
قال صلى الله عليه وسلم : ] ذلك أن أحدكم إذا توضأ فأحسن الوضوء ، ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة ، لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة ، وحطَّ عنه بها خطيئة [ [ متفق عليه ]
(3) عظم الأجر .
قال صلى الله عليه وسلم : ] أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم [ [متفق عليه ]
(4) النور التام يوم القيامة حيث الظلام الدامس فلا شمس ولا قمر ، وإنَّما عملك الصالح يضيء لك .
قال صلى الله عليه وسلم : ] بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة [ [ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني (2823) في صحيح الجامع ]
قال صلى الله عليه وسلم : ] قال إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة [
[ رواه الطبراني في الأوسط وصححه الألباني (317) في صحيح الترغيب ]
(5) أنَّك منذ خرجت من بيتك فأنت في صلاة حتى ترجع ، فاحتسب كل ثانية من هذا الوقت في ميزان حسناتك .
قال صلى الله عليه وسلم : ] إذا تطهر الرجل ثم مرَّ إلى المسجد يرعى الصلاة كُتب له كاتبه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات ، و القاعد يرعى الصلاة كالقانت ، و يكتب من المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إليه [ [ رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وصححه الألباني (434) في صحيح الجامع ]
(6) أجر صدقة
قال صلى الله عليه وسلم : ] وبكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة [ [ متفق عليه ]
(7) أجر الرباط في سبيل الله .
قال صلى الله عليه وسلم : ] ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا و يرفع به الدرجات ؟ إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، و انتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط فذلكم الرباط [ [ رواه مسلم ]
وحتى تعرف شأن المرابط على ثغر من ثغور الإسلام فاستمع لهذا الحديث الجليل .
قال صلى الله عليه وسلم : ] رباط شهر خير من صيام دهر ، و من مات مرابطا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر و غُدي عليه برزقه و ريح من الجنة ، و يجرى عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله [[ رواه الطبراني وصححه الألباني (3479) في صحيح الجامع ]
(
وهذه الخطوات سبب من أسباب سعادتك في الدنيا والآخرة ، وخروجك من الذنوب كيوم ولدتك أمك .
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ( اختصام الملأ الأعلى ) : ] الكفارات : المكث في المساجد بعد الصلوات و المشي على الأقدام إلى الجماعات و إسباغ الوضوء في المكاره .
فقال الله عز وجل : صدقت يا محمد ! و من فعل ذلك عاش بخير ، و مات بخير ، و كان من خطيئته كيوم ولدته أمه [ [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني (59) في صحيح الجامع ]
(9) منزلاً في الجنة في كل مرة تذهب فيها إلى المسجد
قال صلى الله عليه وسلم : ] من غدا إلى المسجد و راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا و راح [ [ متفق عليه ]
(10) وأنت في رعاية وضمان الله جل وعلا
قال صلى الله عليه وسلم : ] ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله [ [ رواه أبو داود وابن حبان وصححه الألباني (321) في صحيح الترغيب ]